المدونة
مقدمة كتاب الإدارة المالية وأهميتها في الأعمال التجارية
مدرس شغوف بسوق الأسهم والاقتصاد

آخر تحديث
الوقت المتوقع للقراءة 1 د.تحتاج الشركات إلى التمويل لتلبية احتياجاتها في عالم الاقتصاد الحديث، إذ يعتمد أي نشاط تجاري على توفر الموارد المالية. لذلك يُطلق على التمويل أحيانًا لقب "شريان الحياة" لأي منظمة تجارية. سواء كانت الشركات كبيرة أم صغيرة، فإنها بحاجة إلى التمويل لتنفيذ أنشطتها وتحقيق أهدافها الاقتصادية.
مقدمة كتاب الإدارة المالية وأهميتها في الأعمال التجارية
في العصر الحديث، ترتبط جميع الأنشطة التجارية بالأنشطة الاقتصادية، وتركز بشكل رئيسي على تحقيق الأرباح. ووفقًا لمفهوم الاقتصاد لعوامل الإنتاج، يتم دفع الإيجار للمالك، والأجور للعمال، والفائدة على رأس المال، والأرباح للمساهمين أو أصحاب المشاريع. ومن هنا، يظهر مدى أهمية التمويل لتلبية جميع احتياجات الأعمال، ويمكن الإشارة إليه بمصطلحات مثل رأس المال، الاستثمار أو الصندوق، مع اختلاف دلالات كل مصطلح وطابعه الخاص. ويظل الهدف الرئيسي لأي نشاط اقتصادي هو زيادة الأرباح.
مفهوم التمويل
يمكن اعتبار التمويل على أنه فن وعلم إدارة المال. يشمل التمويل الخدمات المالية والأدوات المالية، ويُشير أيضًا إلى توفير الأموال في الوقت الذي تحتاجه الأعمال. وتعتبر وظيفة التمويل الأساسية توفير الأموال وإدارتها بشكل فعال ضمن الشركة أو المؤسسة.
يتضمن مفهوم التمويل مصطلحات مثل رأس المال، الأموال، المبالغ المالية، لكن لكل منها معنى خاص. لذا فإن دراسة التمويل وفهمه يعد جزءًا أساسيًا من إدارة أي مؤسسة تجارية.
تعريف التمويل
بحسب خان وجاين: "التمويل هو فن وعلم إدارة الأموال."
وفقًا لقاموس أكسفورد، يشير مصطلح التمويل إلى "إدارة المال."
ويعرفه قاموس ويبستر بأنه "علم دراسة إدارة الأموال، وإدارة الأموال كنظام يشمل تداول النقود، ومنح الائتمان، والاستثمار، وتوفير الخدمات المصرفية."
إلى جانب هذه التعريفات، يمكن القول إن التمويل لا يقتصر على كونه إدارة للأموال فحسب، بل هو أداة أساسية لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو حتى الحكومات.
ويلعب التمويل دورًا محوريًا في جميع أنشطة الشركات ويمكن تصنيفه إلى نوعين رئيسيين:
التمويل الخاص
يُعد أحد الركائز الأساسية في النظام المالي، ويشمل التمويل الخاص للأفراد وتلبية احتياجاتهم واحتياجات الشركات والمؤسسات التجارية بعيدًا عن القطاع الحكومي. ويغطي هذا النوع من التمويل الأنشطة :المرتبطة بتأمين رأس المال، إدارته، واستثماره بما يحقق الأهداف الاقتصادية الخاصة. ويندرج تحته التمويل التجاري والتمويل المؤسسي كأشكال متخصصة.
- التمويل التجاري
ويعرفه ويلر بأنه: "النشاط التجاري الذي يتعلق بالحصول على رأس المال وتحويله لتلبية الاحتياجات المالية وتحقيق الأهداف العامة للمؤسسة."
أما غوثمان ودوجال: "التمويل التجاري هو النشاط الذي يهتم بالتخطيط وجمع الأموال والسيطرة عليها وإدارتها ضمن المؤسسة."
وبحسب بارتر وورت: "التمويل التجاري يهتم أساسًا بجمع الأموال وإدارتها وصرفها من قبل الشركات الخاصة التي تعمل في المجالات غير المالية."
فالتمويل التجاري يُعتبر العمود الفقري لأي نشاط اقتصادي، لأنه يزوّد الشركات بالموارد المالية الضرورية لتأمين رأس المال وتشغيل الأعمال اليومية. وهو لا يقتصر فقط على جمع الأموال، بل يشمل أيضًا كيفية التخطيط لها، إدارتها بفعالية، وضمان استدامة النشاط التجاري.
- التمويل المؤسسي
يشمل إعداد الميزانيات، التنبؤ المالي، إدارة النقدية، إدارة الائتمان، تحليل الاستثمار، وتأمين التمويل، مع ضرورة تبني الشركات للتقنيات الحديثة لتواكب البيئة الاقتصادية العالمية. كما يشمل التمويل المؤسسي التعامل مع المشكلات المالية للشركات، مثل التمويل لتأسيس مشاريع جديدة، إدارة النمو والتوسع، والفصل بين رأس المال والدخل، فضلاً عن دعم الشركات التي تواجه صعوبات مالية.
اقرأ أيضاً عن مخاطر التداول عبر الإنترنت
التمويل العام
هو ذلك النوع من التمويل الذي يركز على إدارة الموارد المالية للدولة، حيث يهتم بالإيرادات والنفقات الحكومية على مستوى الحكومة المركزية أو حكومات الولايات أو حتى الهيئات شبه الحكومية. ويهدف هذا التمويل إلى تحقيق التوازن الاقتصادي، تمويل المشاريع العامة، وتقديم الخدمات الأساسية للمجتمع.
ماهي الإدارة المالية؟
الإدارة المالية جزء لا يتجزأ من الإدارة العامة، وتركز على واجبات المدير المالي في الشركة.
بحسب سولومون: "تهتم الإدارة المالية بالاستخدام الفعال لمورد اقتصادي مهم وهو رأس المال."
وبحسب S.C. Kuchal: "تتعامل الإدارة المالية مع توفير الأموال واستخدامها بفعالية في الأعمال التجارية."
وفقًا لهوارد وأبتون: "الإدارة المالية هي تطبيق المبادئ الإدارية العامة على مجال اتخاذ القرارات المالية."
أما ويستون وبريغهام: "الإدارة المالية هي مجال لاتخاذ القرارات المالية، يوازن بين دوافع الأفراد وأهداف المؤسسة."
وجوزيف وماسي: "الإدارة المالية هي النشاط التشغيلي للشركة المسؤول عن الحصول على الأموال اللازمة واستغلالها بكفاءة."
باختصار، تهتم الإدارة المالية بشكل رئيسي بـ إدارة الأموال بفعالية داخل المؤسسة، ويمكن اعتبارها بمثابة التمويل المؤسسي أو التمويل التجاري كما يُمارس في الشركات.
في النهاية، نجد أن التمويل والإدارة المالية ليسا مجرد مفاهيم نظرية، بل يمثلان عصب الحياة لأي نشاط اقتصادي، سواء كان فرديًا أو مؤسسيًا أو حكوميًا. فالتمويل الخاص يلبّي احتياجات الأفراد والشركات، بينما يوفّر التمويل العام الأساس لاستمرار عمل الحكومات وتقديم الخدمات العامة. أما الإدارة المالية، فهي الأداة التي تنظّم وتوجّه الموارد المالية بكفاءة لتحقيق الأهداف الاقتصادية وضمان النمو والاستدامة. وبالتالي، فإن فهم مبادئ التمويل والإدارة المالية وتطبيقها بفعالية يشكل ركيزة أساسية لنجاح الأعمال التجارية واستقرار الاقتصادات على حد سواء.
المصدر: