المدونة
هل حان وقت شراء الأسهم؟ الدليل الشامل لاتخاذ القرار المناسب بعيداً عن توقيت السوق
مدرس شغوف بسوق الأسهم والاقتصاد

آخر تحديث
الوقت المتوقع للقراءة 2 د.فهرس المحتوى
لا يوجد جواب بسيط لهذا السؤال، فالتنبؤ بحركة السوق على المدى القصير أمر شبه مستحيل. كثير من المستثمرين المحتملين يترددون في ضخ أموالهم في سوق الأسهم، إذ لا يرغب أحد في الشراء عند قمة الأسعار.
هل حان وقت شراء الأسهم؟ الدليل الشامل لاتخاذ القرار المناسب بعيداً عن توقيت السوق
أما الدخول إلى السوق أثناء الهبوط فقد يكون أكثر إرباكًا، نظرًا لصعوبة تحديد ما إذا كانت مرحلة التراجع قد انتهت أم أن مزيدًا من الخسائر في الطريق.
بناءً على ذلك، كيف يمكن معرفة الوقت الأمثل لشراء الأسهم أو التريث حتى يحدث تراجع في السوق؟
الحقيقة أن أفضل نهج هو عدم محاولة تحديد ذلك على الإطلاق. سواء كنت تستثمر في صناديق المؤشرات بشكل سلبي أو في أسهم شركات فردية، فإن الاستمرار في الشراء المنتظم مع تجاهل التقلبات اليومية للسوق غالبًا ما يكون الخيار الأكثر فاعلية.
هل الآن هو الوقت المناسب للاستثمار في الأسهم؟
إذا كان استثمارك موجّهًا نحو مستقبلك، سواء بعد خمس سنوات أو عشر أو حتى أربعين سنة، فإن الوقت الحاضر لا يقل ملاءمة عن أي وقت آخر لشراء الأسهم. ورغم استمرار المخاوف من الركود، من المهم أن نتذكر أن السوق يسبق الأحداث دائمًا ويركز على المستقبل.
تستند قيمة الأسهم إلى الأرباح المتوقعة في المستقبل. وبالرغم من الانكماشات العرضية في الناتج المحلي الإجمالي، فإن الأرباح تميل للارتفاع على المدى الطويل. ومع ذلك، يمكن العثور على أسهم جيدة حتى أثناء الركود.
إذا استثمرت بشكل منتظم بمرور الوقت، مع ضخ المزيد من الأموال في استثماراتك كل شهر أو نحو ذلك، فستتمكن أحيانًا من شراء الأسهم أثناء التصحيحات أو حتى الانهيارات، وهذه قد تكون فرصًا رائعة لزيادة الاستثمار إذا سمحت لك السيولة النقدية.
بالطبع، من غير العملي التخطيط لما هو غير متوقع. فلو كان السوق قادرًا على التنبؤ بانهيار الأسعار، لما وقع الانهيار أساسًا.
هل من الأفضل شراء الأسهم عند هبوطها؟
إذا كنت من هواة تحليل الأسهم، فقد يكون من الأصعب العثور على فرص شراء مغرية عندما تكون تقييمات السوق مرتفعة بشكل عام، لكن هذا لا يعني أنها غير متاحة.
وعندما تتساءل: هل الآن هو الوقت الأفضل لشراء الأسهم؟ فالجواب هو أن أي وقت قد يكون مناسبًا للاستثمار، طالما أنك تجد ورقة مالية تراها مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية مقارنة بتقدير السوق لها.
مع ذلك، غالبًا ستجد فرصًا أكبر لشراء أسهم شركات مقومة بأقل من قيمتها أثناء هبوط عام في السوق، حيث يمكنك الشراء بأسعار أقل بكثير مما كانت عليه قبل بضعة أشهر.
وقد قال وارن بافيت، من أشهر وأنجح المستثمرين في العالم، ذات مرة: "لا أحاول التنبؤ بالسوق، إنما أكرس جهودي للعثور على أوراق مالية مقومة بأقل من قيمتها." بالنسبة له، السؤال ليس "هل أستثمر الآن؟" بل "في أي أسهم أستثمر الآن؟"
إذا كان هناك سهم بسعر جيد، فهو يستحق الشراء. حتى لو انخفض على المدى القصير، ثق في البحث الذي أجريته لتحقيق مكاسب طويلة الأجل. لكن لا تتجاهل الشركة تمامًا، راجع أطروحة الاستثمار الخاصة بك بانتظام لتتأكد من أنها لا تزال صالحة.
اقرأ عن الاستثمار في سوق الأسهم في المملكة العربية السعودية
كيف تعرف أن الوقت مناسب لشراء سهم؟
حتى شراء سهم نمو قوي عند الاقتراب من قمة دورة صعودية لا يعني بالضرورة حكمًا بالفشل على استثمارك. صحيح أن أسهم النمو تميل للتراجع بشكل أكبر خلال التصحيحات أو الانهيارات، لكنها غالبًا ما تستعيد قوتها لاحقًا.
كما أن الأحداث الاقتصادية التي تهز السوق قد تفتح فرصًا مهمة أمام الشركات ذات الإدارة الموجهة نحو النمو طويل الأجل، مما يمنح أسهمها فرصة للعودة أقوى بمرور الوقت.
قد يخاف بعض المستثمرين من الانخفاضات الصغيرة ظنًا أن المزيد من الخسائر قادمة، لكن غالبًا ما تكون هذه مجرد "تصحيحات" (انخفاض يتجاوز 10% ويقل عن 20%) أكثر من كونها انهيارات كبرى (أكثر من 20%). والتصحيحات أمر شائع، بمعدل مرة كل عامين تقريبًا، وغالبًا ما تمثل فرصًا جيدة للشراء بأسعار منخفضة مؤقتًا.
ما هو أفضل وقت في اليوم للشراء؟
يفتح السوق من 9:30 صباحًا حتى 4 مساءً بتوقيت نيويورك. وبالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، لا يهم كثيرًا وقت الشراء أو البيع خلال اليوم.
أما المتداولون اليوميون فيفضلون فترات التقلب العالي ليستفيدوا من تغيرات الأسعار، لذلك غالبًا ما يفضلون الساعة الأولى من التداول (9:30–10:30 صباحًا) أو الساعة الأخيرة (3–4 مساءً). لكن يجب التذكير بأن التداول اليومي مختلف تمامًا عن الاستثمار.
ما هو أفضل يوم في الأسبوع؟
هناك أدلة غير رسمية على أن السوق ينخفض أكثر يوم الاثنين، بسبب تراكم الأخبار السلبية في عطلة نهاية الأسبوع، وهو ما يعرف بتأثير الاثنين. لكن أظهرت الدراسات أن هذا التأثير تلاشى منذ عام 1975. لذلك، يمكنك شراء الأسهم في أي يوم يتوفر لديك فيه المال.
ما هو أفضل شهر في السنة؟
هناك مقولات مثل "بِع في مايو وابتعد" أو "تأثير يناير" أو "انتعاشة بابا نويل"، لكن لا يوجد سبب وجيه لتأجيل الاستثمار لعدة أشهر. فالانتظار قد يعني ضياع فرص الصعود في السوق.
لماذا لا يجب عليك محاولة توقيت السوق؟
حتى أفضل المستثمرين في التاريخ، مثل وارن بافيت وبيتر لينش، لم يهتموا بتوقيت السوق. فالإحصاءات تُظهر أن محاولة توقيت السوق قد تكلفك الكثير.
على سبيل المثال، إذا استثمرت في صندوق يتتبع مؤشر S&P 500 في بداية القرن، فستحقق عائدًا سنويًا يقارب 6% على مدى 20 عامًا. لكن إذا فاتتك أفضل 10 أيام في السوق خلال هذه الفترة، سينخفض العائد إلى 2.44% فقط، أي نصف العائد تقريبًا.
أنت لا تعرف متى ستأتي هذه الأيام العشرة، لكن يجب أن يكون استثمارك جاهزًا ليستفيد منها عندما تحدث.
في الختام، نرى أن التركيز على الانضباط والصبر في عالم الاستثمار غالبًا ما يتفوق على محاولة اصطياد اللحظة المثالية. فإن السوق يتحرك في دورات، والتقلبات أمر لا مفر منه، لكن أثبت التاريخ أن من يستثمرون بانتظام ويحافظون على استراتيجياتهم يخرجون غالبًا بنتائج أفضل على المدى الطويل. لذلك، بدلاً من انتظار الإشارة المثالية، اجعل أموالك تعمل الآن، ودع عامل الوقت والسوق يبنيان ثروتك معًا.
المصدر: