التداول بالعملات: فهم الأساسيات والطرق لتحقيق الربح

إن تداول العملات، المعروف أيضاً بالفوركس، هو أكبر سوق مالي عالمي يتم فيه بيع وشراء العملات بشكل أسبوعي. هذا السوق يتيح للمتداولين فرصة تحقيق أرباح من فروق أسعار الصرف بين العملات المختلفة، سواء من خلال تداول يومي قصير الأمد أو استثمارات طويلة الأمد. ولكن النجاح في الفوركس يحتاج إلى فهم دقيق للأساسيات، إدارة رأس المال بحكمة، واتباع استراتيجيات مدروسة لتقليل المخاطر.

التداول بالعملات: فهم الأساسيات والطرق لتحقيق الربح

 في هذا المقال، سنتعرف على مفهوم التداول بالعملات، التداول بدون رافعة مالية، شروط التداول، كيفية الربح، تعليم التداول بالدورات الإلكترونية والتدريب الفردي، بناء مشروع تداول ناجح، وأدوات مساعدة مثل روبوتات الفوركس لتحقيق أفضل النتائج بأمان وثقة كبيرة جداً.

ما معنى التداول بالعملات

التداول بالعملات، والمعروف أيضاً ب الفوركس (Forex أو FX)، هو السوق الذي يتم شراء فيه عملة مقابل عملة أخرى، سواء من قبل شركات، بنوك، حكومات، المستثمرين، أو حتى الأفراد العاديين. 

مثلاً، عند شراء شيء من بلد أجنبي أو تقوم بتحويل نقودك لعملة البلد التي تسافر إليها، بمعنى آخر، أن تقوم بالمشاركة في هذا السوق. هذه المعاملات اليومية البسيطة تمثل جزءاً من نشاط الفوركس العالمي. 

سوق الفوركس يتميز بأنه أكبر سوق مالي عالمياً من حيث الحجم، حيث تتداول فيه عملات يومياً بتريليونات الدولارات. كذلك، هو سوق مفتوح على مدار خمس أيام في الأسبوع تقريباً، ويعمل تقريباً بصفة مستمرة لأنه لا يعتمد على موقع مركزي مثل البورصات التقليدية بل هو سوق لا مركزي[1][2].

التداول بالعملات بدون رافعة مالية

التداول بدون استخدام الرافعة المالية يعني أنك تتداول بمقدار رأس المال الذي تمتلكه فقط، دون استعارة أموال من الوسيط لزيادة حجم مراكزك. هذا النمط من التداول وبالأخص للمبتدئين يُغير كثيراً من الديناميكيات المعتادة في أسواق الفوركس. 

الميزة الأساسية هي هذا النوع هو تقليل المخاطر حيث لا توجد أموال مقترضة، فلا توجد أخطار إضافية بسبب تحركات الأسعار الضارة. كما أن العواطف قد تكون تأثيرها أقل على قراراتك، لأنك لا تتحمل تبعات خسائر ضخمة مفاجئة مثلما يحدث عند استخدام رافعة مالية مرتفعة. 

لكن فيه تبعات أيضاً فالأرباح تكون أبسط وأقل تعظيماً، لأنك مهما تحرك السوق لصالحك، تأثير الحركات يكون محدود بقدر رأس المال الذي استثمرته. كذلك قد تحتاج رأس مال أكبر لفتح مراكز أو تنفيذ صفقات لها حجم أكبر لأنها لا تستفيد من الرافعة[3]. 

شروط تداول العملات

يعتبر سوق الفوركس أكبر وأكثر أسواق العالم سيولة. ويطرح هذا النطاق والحجم تحديات كبيرة فيما يتعلق بتنظيم السوق، حيث يتم التداول فيه 24 ساعة في اليوم، 5 أيام في الأسبوع من الأحد الساعة 5 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة إلى الجمعة الساعة 5 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم؟

لا توجد جهة مركزية تقوم بتنظيم سوق تداول العملات بل تقوم بالاشراف على تداول العملات الأجنبية (الفوركس) حول العالم عدة جهات حكومية ومستقلة.

توجد مجموعة من الشروط التي بإمكانها حماية جميع المستثمرين والمتداولين من التعرض للأخطار المالية وتضمن الالتزام بقوانين التنظيم المالي في بلد الاستثمار ومن هذه الشروط: 

• من المهم أن يكون المتداول بالغ قانونياً وعنده القدرة المالية لتحمل الخسائر المحتملة في أسواق العملات، لأن السوق فيه أخطار كبيرة وقد تخسر جزء من رأس المال بسرعة.
• معظم الوسطاء يطلبون بعض المستندات مثل إثبات العنوان، إثبات الهوية، وأحياناً الأصول أو إثبات الدخل قبل ما تفتح حساب تداول فعال وتودعه.
• في كثير من الدول، العميل يجب أن يوافق على بيانات الكشف عن المخاطر، ويكمل تقييم مدى ملاءمة التداول للتأكد أن التداول مناسب لخبرته ومستوى المعرفة المالية لديه.

هذه الشروط تهدف لحماية المستثمر والمتداول من الوقوع في أخطاء مالية أو تعرض لوسائل تداول غير مناسبة لمستوى خبرته، وأيضاً لضمان أن الوسيط ملتزم بقوانين التنظيم المالي في بلده[4].

اقرأ أيضاً عن كل ما هو حلال وحرام في التداول: ضوابط شرعية للاستثمار في البورصات والأسواق العالمية

كيف تربح من تداول العملات

الهدف الأساسي من تداول العملات الأجنبية (الفوركس) هو الاستفادة من فروق أسعار الصرف بين العملات. هذا يعني أن يقوم المتداول بتبديل عملة بأخرى وهو متوقع إن السعر يتحرك في صالحه. عند توقع إن عملة بعينها في طريقها لارتفاع قيمتها (مثل اليورو أمام الدولار الأمريكي)، يقوم بشرائها وبيع العملة الثانية. وعند ارتفاع السعر، يقوم ببيع العملة التي قام بشرائها ويقوم بتحقيق أرباح هائلة.

أما عند توقع إن العملة ستنخفض (على سبيل المثال عملة الدولار الأمريكي أمام عملة الين الياباني)، يبيعها من البداية، وعند هبوط السعر يستطيع شرائها مرة ثانية بسعر أقل ويربح الفرق.

ما يجعل العملية مربحة هو إن السوق سريع التغير ويتأثر بعوامل مثل قرارات البنوك المركزية، الأحداث الاقتصادية، معدلات الفائدة، وحتى الأخبار السياسية. فالنجاح في الفوركس ليس وليد الصدف، لكنه يعتمد بشكل كبير جداً على اتخاذ قرارات سريعة، التحليل الجيد، وإدارة صارمة لرأس المال لتخفيف المخاطر[5].

تعليم التداول بالعملات

تعليم تداول العملات يشمل خيارات متعددة تناسب مستويات وخبرات مختلفة، ويمكن تقسيمها إلى فئتين رئيسيتين:

1- الدورات الإلكترونية (Online Courses):

هذه الدورات تماثل التعلم عن بُعد في مستوى جامعي، حيث يقدم المدرب مواد تعليمية مثل عروض PowerPoint، كتب إلكترونية، ومحاكاة تداول. تبدأ هذه الدورات في الغالب من المستوى المبتدئ، ثم تمر بالمتوسط إلى المتقدم. وهي وسيلة جيدة لمن ليس لديه خبرة ويريد البدء بشكل مرن من المنزل.

2- التدريب الفردي:

هذا النوع متخصص أكثر، ويُفضل أن يكون المتعلم لديه خلفية أساسية في الفوركس قبل الدخول فيه. المدرب غالباً يكون متداولاً ناجحاً، ويقوم بتدريب الطالب على استراتيجيات التداول وإدارة المخاطر بشكل مباشر، وقد يشمل تنفيذ صفقات فعلية كجزء من التدريب.

ولتعزيز التعلم العملي، تقدم أكاديمية SMS ثلاث دورات تعليمية متكاملة لجميع المستويات:

• دورة المبتدئين أون لاين: مدخلك لتعلم أساسيات التداول والاستثمار، مع تدريب عملي على استخدام منصات التداول والتحليل الفني وإدارة المخاطر.
• دورة النخبة أون لاين: للمستوى المتقدم، تتضمن استراتيجيات تداول متطورة، التحليل الكمي، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التداول
• دورة VIP Trader: تجربة شاملة تبدأ من الصفر حتى الاحتراف، مع جلسات تدريبية مباشرة على السوق الحقيقي، بناء خطة تداول شخصية، وإدارة رأس المال بشكل متقدم.

الالتحاق بهذه الدورات يمنحك فرصة لتطبيق ما تتعلمه مباشرة على الأسواق مع توجيه ودعم مباشر من خبراء الأكاديمية، ويتيح لك بناء استراتيجية تداول شخصية وآمنة لتحقيق نتائج نمو مستدامة في عالم تداول العملات[8].

مشروع تداول العملات 

يُنظر إلى تداول العملات على أنه مشروع استثماري يتطلب استعداداً قانونياً مالياً وتنظيمياً قبل الدخول الفعلي إلى الأسواق. فأي شخص يرغب في بدء مشروعه في هذا المجال عليه أن يضع في اعتباره عدة أمور أساسية:

1. لا بد أن يكون المتداول بالغ السن القانوني ويتمتع بالقدرة المالية لتحمل الخسائر المحتملة، نظراً لأن سوق العملات شديد المخاطرة.
2. تقوم معظم شركات الوساطة بالاشتراط تقديم مستندات أساسية مثل إثبات الهوية، إثبات العنوان، وأحياناً إثبات الدخل أو الأصول قبل تفعيل الحساب الخام بالمستخدم.
3. يتعين على العميل في كثير من الدول التوقيع على بيان المخاطر، وكذلك استكمال تقييم الملاءمة، للتأكد من أن مستوى معرفته وخبرته كبيرة ومناسبة.
4. يعد وضع خطة مالية واضحة أساس المشروع، وتشمل وضع أهداف استثمارية واقعية، تحديد حجم رأس المال المخصص للتداول، وإدارة المخاطر باستخدام أدوات مثل أوامر وقف الخسارة وتنويع الصفقات.
5. يحتاج مشروع التداول إلى اختيار وسيط مالي موثوق يخضع لجهة تنظيمية قوية لضمان حماية الأموال، مع مقارنة العمولات والرسوم بين الوسطاء قبل فتح الحساب.
6. من عناصر نجاح المشروع بناء استراتيجية تداول واضحة تتضمن قواعد الخروج والدخول من الصفقات، والالتزام بها بدلاً من الاعتماد على القرارات اللحظية أو العاطفة.

أخيراً بهذه الخطوات يصبح هذا المشروع (تداول العملات) أكثر تنظيماً، مما يساعد المتداول على التعامل مع السوق كاستثمار مدروس بدلاً من التعامل معه كتجربة عشوائية محفوفة بالمخاطر[4][6].

روبوتات الفوركس

روبوت الفوركس هو برنامج آلي يتم استخدامه في سوق العملات الأجنبية لمساعدة المتداول في اتخاذ قرارات البيع أو الشراء، ويتم هذا بناء على تحليل إشارات حركة الأسعار. يبني هذا النوع من الروبوتات استراتيجيات تعتمد على قواعد مبرمجة مسبقاً مثل تحليل الاتجاهات ومؤشرات فنية، حيث يقوم بمراقبة السوق بشكل مستمر ليُصدر تنبيهات أو حتى ينفذ الصفقات بشكل تلقائي.

الميزة الرئيسية هي أن الروبوت يقلل من عنصر العواطف في التداول مثل الطمع والخوف مما قد يساعد في الحفاظ على الانضباط واتخاذ قرارات أكثر استقراراً. لكنه ليس دون مخاطر، فالأداء هنا يعتمد كثيراً على الدقة في الاستراتيجية وجودة البرمجة، وقد لا يفعل الروبوت جيداً وبشكل أكثر كفاءة في أوقات التغير المفاجئ في السوق أو الأخبار الكبيرة[7].

المصادر:

[1] Investopedia

[2] Saxo Bank

[3] TIOmarkets

[4] Forex.com

[5] IG

[6] Investopedia

[7] Investopedia

[8] Investopedia