المدونة
العواطف في الاستثمار: كيف تتحكم بالقلق والتوتر الناتج عن تقلبات سوق الأسهم؟
الوقت المتوقع للقراءة 3 د.فهرس المحتوى
من الطبيعي أن يشعر المستثمرون بالقلق حيال السوق ومحافظهم الاستثمارية، لاسيما خلال الفترات المضطربة مثل جائحة كوفيد-19 وسوق الدببة في عام 2022. لكن الحقيقة أن الاستثمار يمكن أن يكون تجربة مشحونة بالعواطف حتى في أوقات الاستقرار الاقتصادي.
العواطف في الاستثمار: كيف تتحكم بالقلق والتوتر الناتج عن تقلبات سوق الأسهم؟
بالرغم من ذلك، من الضروري أن تأخذ لحظة للهدوء، وتتنفس بعمق، وتحافظ على رؤية شاملة بعيدة المدى.
في هذا المقال، سنتناول بعض الأساليب التي تساعدك على البقاء هادئاً ومتزنًا في فترات التقلب وعدم اليقين، إضافةً إلى كيفية تحويل تصحيحات السوق والانهيارات إلى فرص يمكن الاستفادة منها، سواء على المدى القصير أو الطويل.
وللتوضيح، هذا المقال موجه لمعالجة القلق المالي الناتج عن الاستثمار في سوق الأسهم، وليس مقصودًا به تقديم نصائح في الصحة النفسية.
نصائح للتعامل مع قلق سوق الأسهم
رغم عدم وجود طريقة واحدة مثالية للتغلب على القلق المرتبط بالاستثمار، إلا أن هناك عددًا من النصائح التي يمكن أن تساهم في تخفيف التوتر العام، وتساعدك على الحفاظ على تركيزك تجاه أهدافك الاستثمارية بعيدة المدى، منها:
1. تجاهل الضجيج
عندما تبدأ يومك بمتابعة الأخبار المالية وترى الشاشات مليئة بالأرقام الحمراء والتعليقات القلقة من المحللين، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو التزام الهدوء والامتناع عن اتخاذ أي قرارات فورية. لذلك، تجنّب فتح حساب التداول أو إجراء عمليات بيع أو شراء حتى تهدأ الأسواق وتستقر الأوضاع.
لماذا؟
إلى جانب الفائدة النفسية في تجنب رؤية الخسائر لحظة بلحظة، فإن الانغماس في متابعة السوق خلال التقلبات قد يدفع المستثمر لاتخاذ قرارات متسرعة وغير مدروسة. ورغم أن القاعدة الذهبية في الاستثمار هي "اشترِ بسعر منخفض وبِع بسعر مرتفع"، إلا أن ردود الفعل العاطفية تدفع الكثيرين إلى البيع "خوفًا من مزيد من الهبوط"، وهو ما يناقض المنطق الاستثماري السليم.
2. راجع قناعاتك
إذا كنت تستثمر فقط في صناديق المؤشرات، يمكنك تخطي هذه النقطة.
لكن إن كنت تستثمر في أسهم شركات معينة، فجرب أن تراجع أداء هذه الشركات حين تشعر بالقلق.
هل ما زالت تحقق نمواً في الأرباح والإيرادات كما كانت؟ هل ما زال منطقك الاستثماري سليمًا؟
إذا كنت تستثمر في شركات قوية ذات أساسيات متينة، فبإمكانك أن تطمئن وتنام قرير العين. فالسوق بطبيعته يمر بتقلبات، وحتى أفضل الأسهم تعرضت لانخفاضات حادة تجاوزت أحيانًا 50%. خذ على سبيل المثال شركة أمازون؛ خلال أزمة فقاعة الدوت كوم، انخفض سهمها بأكثر من 90% من ذروته، ورغم ذلك، تمكنت من تحقيق عوائد استثنائية على المدى الطويل.
3. انظر إلى الصورة الأكبر
من أذكى ما يمكنك فعله عندما يساورك القلق هو أن تذكّر نفسك بأنك مستثمر على المدى الطويل. وأفضل وسيلة لترسيخ هذه الفكرة هي من خلال رؤية المشهد الكامل بصريًا، مما يساعدك على إدراك أن تقلبات السوق قصيرة الأجل غالبًا ما تتلاشى بمرور الوقت أمام الاتجاه الصاعد على المدى الطويل.
مثلاً:
رسم بياني لمؤشر S&P 500 على مدى 6 أشهر قد يبدو مرعبًا.
لكن نفس المؤشر على مدى 10 سنوات يبدو مطمئنًا أكثر.
وإذا نظرت إليه على مدى 30 سنة، فإن تراجع عام 2022 بالكاد يظهر!
إليك عشر نصائح مالية موجهة للمتقاعدين الراغبين في تحسين أوضاعهم المالية
استراتيجيات للاستفادة من الفترات المضطربة
بصفتك مستثمرًا طويل الأجل، يمكنك أحيانًا أن ترى الجانب الإيجابي في الأوقات الصعبة. إليك بعض الطرق التي قد تساعدك في تحويل انخفاض السوق إلى فرصة:
1. حصاد الخسائر الضريبية
هي استراتيجية ضريبية تعتمد على بيع الاستثمارات الخاسرة لتقليل العبء الضريبي.
كيف تعمل؟
إذا بعت استثمارًا بخسارة، يمكنك استخدام هذه الخسارة لتعويض الأرباح الرأسمالية التي حققتها في نفس العام. على سبيل المثال، إذا ربحت 5,000 دولار من سهم في يناير، وخسرت 3,000 دولار من سهم آخر في مايو، فإن مصلحة الضرائب تعتبر أن أرباحك الخاضعة للضريبة هي فقط 2,000 دولار.
حتى إن لم يكن لديك أرباح، يمكنك استخدام ما يصل إلى 3,000 دولار من الخسائر لتقليل دخلك الخاضع للضريبة. وإذا زادت خسائرك عن ذلك، يمكنك ترحيلها للسنوات القادمة.
لكن احذر: لا تبيع الاستثمارات فقط للحصول على منفعة ضريبية. ولكن إذا كنت تفكر في بيع استثمار خاسر لرغبتك في استغلال رأس المال في مكان أفضل، فقد يكون الانخفاض فرصة مناسبة لذلك.
2. ابحث عن صفقات مغرية
يوجد مثل شائع في الاستثمار العقاري: "تجني أرباحك عندما تشتري، لا عندما تبيع".
بمعنى أن السعر الذي تشتري به هو الأهم لعوائدك على المدى الطويل، والأمر نفسه ينطبق على سوق الأسهم.
من الطبيعي ألا يُسَرّ أحد برؤية محفظته الاستثمارية تتراجع، لكن من أهم التحولات الذهنية التي يمر بها المستثمر الناجح هي تعلم النظر إلى التراجعات الحادة كفرص ثمينة للشراء، لا كمصائب مالية.
تخيل الأمر بهذا الشكل:
إذا دخلت إلى متجرك المفضل ووجدت كل شيء عليه خصم 50%، كيف ستكون ردة فعلك؟
تمامًا كما قال وارن بافيت: "عندما تمطر ذهبًا، لا تمدّ كوبًا صغيرًا... بل ضع دلوًا."
في نهاية المطاف، تبقى قدرتك على تحمل المخاطر وراحتك النفسية من أهم عناصر النجاح الاستثماري. لا توجد وصفة واحدة تناسب الجميع، وإذا كان الاحتفاظ بجزء من أموالك كاحتياطي نقدي يمنحك راحة البال، فلا تتردد في ذلك. لكن تذكّر أن التاريخ يُظهر لنا أن فترات الهبوط كانت دومًا فرصًا قيّمة للمستثمرين الصبورين، الذين يرون ما وراء التقلبات ويغتنمون الفرص لشراء شركات قوية بأسعار منخفضة.
الاستثمار رحلة طويلة، ومن يحافظ على هدوئه ويُحسن اتخاذ القرار في الأوقات الصعبة، غالبًا ما يجني الثمار في النهاية.
المصدر: