الاقتصاد الآسيوي
الروبية الهندية تتعافى بعد تراجع حاد أمام الدولار الأمريكي
مدرس شغوف بسوق الأسهم والاقتصاد
آخر تحديث
تعافت الروبيّة الهندية بشكل محدود، بعد أن لامست مستوى قياسيا جديدا عند 90.43 روبيّة للدولار
الروبية الهندية تتعافى بعد تراجع حاد أمام الدولار الأمريكي
تعافت الروبيّة الهندية بشكل محدود، بعد أن لامست مستوى قياسيا جديدا عند 90.43 روبيّة للدولار، في تطوّر يعكس الضغوط المتراكمة على الاقتصاد الهندي نتيجة تباطؤ تدفّقات الدولار واتّساع الفجوة التجارية، إلى جانب موجة بيع أجنبية واسعة في الأسواق المحلية. وخلال ساعات التداول ارتفعت العملة بشكل طفيف إلى 89.89 روبيّة، بدعم من مبيعات دولار نفّذتها بنوك أجنبية وتراجع نسبي للدولار عالميا.
وبحسب مصادر تحدّثت إلى وكالة رويترز، فإن البنك المركزي الهندي لم يعد يدافع عن مستويات محدّدة لسعر الصرف كما كان يفعل في الأسابيع الماضية، وسمح للروبيّة بالتراجع خلال الجلسات السبع الأخيرة بنسبة 1.3 في المئة، لتصبح أسوأ عملات آسيا أداء هذا العام. وتقول المصادر إن البنك يركّز حاليا على منع أي اضطرابات حادّة أو ضغوط مضاربية، أكثر من تركيزه على حماية رقم بعينه. أحدهم قال: "لا معنى لإنفاق الاحتياطي بينما كل العوامل الأساسية ضد العملة".
يتزامن هذا الهبوط مع تباطؤ واضح في تدفّقات الاستثمار الأجنبي المباشر وتراجع في التجارة الخارجية، إضافة إلى خروج مستثمرين أجانب من سوق الأسهم بمبيعات قاربت 17 مليار دولار منذ بداية العام، ما يزيد من الضغط على الروبيّة ويقلّص قدرة البنك المركزي على التدخل الواسع. كما أدّى ارتفاع أسعار النفط وتعثر المحادثات التجارية بين الهند والولايات المتحدة إلى زيادة الضبابية في السوق، وسط قلق من استمرار خروج الاستثمارات المالية الأجنبية.
ورغم التراجع الحاد، تقول الحكومة إنها ليست قلقة، إذ أكد المستشار الاقتصادي للحكومة أنّ ضعف الروبيّة لم يتسرّب إلى معدلات التضخم حتى الآن، وتوقع تحسّنا خلال عام 2026. لكن المستثمرين يظهرون حذرا أكبر، إذ إن ضعف العملة يحدّ من جاذبية الأصول الهندية، رغم الأداء الجيّد لبعض المؤشرات المحلية، ومنها نمو الناتج المحلي بنسبة 8.2 في المئة خلال الربع الثالث.
وقد أثّر هبوط الروبيّة على العائدات الفعلية للمستثمر الأجنبي، إذ إن ارتفاع مؤشر MSCI الهندي بنسبة 7 في المئة منذ بداية العام تلاشى أمام خسائر العملة، لتتراجع العوائد الدولارية إلى أقل من 2 في المئة، مقارنة بمكاسب أكبر في أسواق آسيوية أخرى مثل كوريا الجنوبية وهونغ كونغ. ويعتقد بعض المستثمرين أن حلّ التوترات التجارية مع واشنطن وإمكانية إدراج الهند في مؤشرات عالمية قد يعيدان تدفّقات جديدة إلى السوق.
ورغم أن تراجع الدولار العالمي واحتمالات خفض الفائدة الأميركية قد يقدّمان متنفسا قصيرا للروبيّة، تبقى عيون الأسواق موجّهة نحو قرار السياسة النقدية للبنك المركزي يوم الجمعة، في لحظة تتقاطع فيها عوامل نموّ اقتصادي متصاعد، وتراجع في التضخم، وتحديات خارجية معقّدة تفرض ضغوطا متباينة على مسار العملة.
المصدر:
هل تحتاج مساعدة؟