الاقتصاد السعودي
الإعلانات التلفزيونية تدخل سباق 2026: ذكاء اصطناعي يعيد هندسة السوق ويفرض "زر السهولة" كقانون جديد
مدرس شغوف بسوق الأسهم والاقتصاد
آخر تحديث
تتجه صناعة الإعلانات العالمية إلى منعطف حاسم خلال عام 2026، مع توسع غير مسبوق في اعتماد الذكاء الاصطناعي كأداة مركزية لإدارة الحملات، في تحول يقترب بالتلفزيون من النموذج الرقمي الذي بنته منصات مثل غوغل ومِتا. والخلاصة: الإعلان لم يعد مسألة تخطيط طويل أو إنتاج ثقيل
الإعلانات التلفزيونية تدخل سباق 2026: ذكاء اصطناعي يعيد هندسة السوق ويفرض "زر السهولة" كقانون جديد
تتجه صناعة الإعلانات العالمية إلى منعطف حاسم خلال عام 2026، مع توسع غير مسبوق في اعتماد الذكاء الاصطناعي كأداة مركزية لإدارة الحملات، في تحول يقترب بالتلفزيون من النموذج الرقمي الذي بنته منصات مثل غوغل ومِتا. والخلاصة: الإعلان لم يعد مسألة تخطيط طويل أو إنتاج ثقيل، بل نقرة واحدة تختصر الجمهور والهدف والميزانية، بينما يتولى النظام المؤتمت إدارة كل شيء خلف الكواليس.
هذا التحول، الذي يُطلق عليه اللاعبون في السوق اسم "زر السهولة"، بدأ ينتقل من العالم الرقمي إلى التلفزيون بعد سنوات من المحاولات المتدرجة. أمازون قطعت شوطا سريعا في بناء منصتها الخاصة، كما تتهيأ The Trade Desk لدخول المنافسة بأدوات محسنة. والنتيجة المتوقعة خلال 2026: وصول موجة من العلامات التجارية الصغيرة والمتوسطة إلى شاشة التلفزيون للمرة الاولى، بعدما كان دخول هذا المجال حكرا على ميزانيات ضخمة وإجراءات معقدة.
لكن ما يدفع هذا التحول أسرع مما توقعته الصناعة هو التراجع الكبير في فعالية القياسات التقليدية. فمع انتشار البحث المعتمد على الذكاء الاصطناعي وواجهات "البحث بلا نقرات"، باتت الإشارات الرقمية التي اعتمدت عليها الشركات لسنوات تتآكل بسرعة. وتشير تقديرات حديثة إلى أن نحو 60 في المئة من طلبات البحث تُحسم داخل واجهة الذكاء الاصطناعي من دون زيارة أي موقع، ما يلغي عمليا أحد أهم مؤشرات الإسناد في الإعلانات الرقمية.
وتترافق هذه التحولات مع ضغط متزايد على بيانات استهداف الجمهور، التي تتجه إلى الانخفاض الحاد في تكاليفها أو التحول إلى سلعة شبه موحدة، بعدما أثبتت حملات الذكاء الاصطناعي أنها أكثر دقة في استنتاج الجمهور من دون الاعتماد على حزم البيانات التقليدية.
في السياق نفسه، تتحول الرياضة المباشرة إلى مساحة اختبار واسعة. إذ تستعد أحداث كبرى مثل الأولمبياد وكأس العالم لاعتماد الإعلانات الديناميكية التي تُظهر رسائل مختلفة لمشاهدين مختلفين في اللحظة نفسها، في تقنية يُرجح أن تغيّر العلاقة بين المعلن والمحتوى الرياضي بشكل جذري.
وبينما تتقاطع التلفزة مع التجارة الرقمية والفيديو القصير والتواصل الاجتماعي، يبرز "منتصف القمع التسويقي" كمقياس موحد يربط هذه العوالم معا. ما يعني أن العلامات التجارية ستضطر إلى إعادة بناء استراتيجياتها بالكامل، في سوق تُدار فيه الحملات بالنتيجة قبل الوسيلة، و بالخوارزمية قبل الفريق البشري.
المصدر:
هل تحتاج مساعدة؟