أخبار اقتصادية
باركليز: الأسواق تحول تركيزها نحو التأثير الاقتصادي لتعريفات ترامب الجمركية
قال محللون في بنك باركليز إن ذروة حالة عدم اليقين المتعلقة بالتعريفات الجمركية قد انقضت، مما قد يجعل من الأسهل على الشركات وضع خطط استثمارية خلال الأشهر المقبلة.
باركليز: الأسواق تحول تركيزها نحو التأثير الاقتصادي لتعريفات ترامب الجمركية
لكن البنك أشار في مذكرة تحليلية إلى أن التركيز يتحول الآن إلى تأثير تلك الرسوم على نمو الاقتصاد الأوسع، وخصوصًا في الولايات المتحدة.
وأظهرت البيانات الصادرة مؤخرًا من أكبر اقتصاد في العالم مؤشرات على تباطؤ سوق العمل وتوقف نمو قطاع الخدمات الحيوي، الذي يمثل الجزء الأكبر من النشاط الاقتصادي. في الوقت ذاته، ارتفعت تكاليف المدخلات في قطاع الخدمات لأعلى مستوى منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، مما أثار المخاوف من دخول الولايات المتحدة في فترة من "الركود التضخمي"، والتي تجمع بين ارتفاع الأسعار وتباطؤ النمو.
وأظهر تقرير منفصل الأسبوع الماضي أن الاقتصاد الأمريكي سجل نموًا أعلى من المتوقع في الربع الثاني، متعافيًا من انكماش خلال الربع الأول من عام 2025. ومع ذلك، أوضح مكتب التحليل الاقتصادي أن هذا النمو في الناتج المحلي الإجمالي كان نتيجة رئيسية لانخفاض الواردات، والتي كانت قد ارتفعت بشكل كبير في الربع الأول مع تسارع الشركات لتقديم طلباتها قبل الإعلان عن تعريفات ترامب "المتبادلة" على مجموعة من الشركاء التجاريين.
وأشار التقرير أيضًا إلى تباطؤ واضح في الإنفاق الاستهلاكي، وتراجع في الاستثمارات التجارية، وانكماش في استثمارات قطاع الإسكان، وكلها مؤشرات تحذيرية للاقتصاد خلال ما تبقى من عام 2025.
وكتب محللو باركليز، بقيادة إيمانويل كو، في المذكرة: "من الممكن القول أن الأسواق تتوقع فترة ضعف اقتصادي، خاصة وأن تقديرات نمو الناتج المحلي الإجمالي للربعين الثالث والرابع قد خُفضت بالفعل بشكل حاد بعد إعلان ترامب عن تعريفاته الجمركية في أوائل أبريل."
وأضاف المحللون أن هناك ما يُعرف بـ"خيار الفيدرالي" مطروح الآن، في إشارة إلى الاعتقاد السائد بين المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي سيتدخل، ربما عبر خفض أسعار الفائدة، في حال تدهورت الأوضاع في الأسواق المالية.
وبعد تقرير الوظائف المخيب للآمال الأسبوع الماضي، ارتفعت رهانات المستثمرين على أن البنك المركزي سيُقدم على خفض سعر الفائدة في اجتماعه المقبل في سبتمبر. لكن باركليز حذّر من أن مسار السياسة النقدية للفيدرالي قد يتغير إذا أظهرت البيانات تسارعًا في التضخم، مشيرًا إلى أن تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأسبوع المقبل سيكون بالغ الأهمية.
وقال المحللون: "إلى جانب سياسات ترامب غير المتوقعة، فإن ذلك يزيد من مخاطر التراجع، مما يستدعي تحوّطًا استثماريًا ضد الهبوط المحتمل."
وقد كانت الأسهم في الأسواق الأمريكية متقلبة خلال الأيام الماضية، حيث يوازن المستثمرون بين بعض المؤشرات الاقتصادية المخيبة للآمال وموسم أرباح الشركات الذي كان في مجمله إيجابيًا.
أما في أوروبا، فقال محللو باركليز إنه "في غياب صدمة ركود ناجمة عن التعريفات"، يرون مجالًا لتحقيق ارتفاعات معتدلة في مؤشر Stoxx 600 الإقليمي بحلول نهاية عام 2025. وكان المؤشر يتداول مؤخرًا عند مستوى 541.81 نقطة، ومن المتوقع أن يُنهي العام عند مستوى 570 نقطة.
المصدر: